في تطور درامي لثاني قضية ملكية فكرية كبيرة تواجه فيها أبل الأمريكية سامسونج الكورية، تم إثبات دور عملاق الإنترنت غوغل في الصراع. فقام محامو أبل باستدعاء محامي ملكية فكرية كان يعمل لدى غوغل وأثبتت شهادته أن شركة الإنترنت وعدت المصنع الكوري بمساندته في حال تم مقاضاتها ودفع بعض التعويضات عنه.
وتتعارض هذه الشهادة مع تأكيد فريق دفاع سامسونج عام 2012 أنه لن يستعين بطرف ثالث في مواجهة أبل. ويأمل الأمريكيين أن يساعدهم ذلك إثبات أن سامسونج انتهكت حقوق الملكية الفكرية عمدا وبمعرفة مسبقة.
وكانت أبل قد حصلت على ما يقرب مليار دولار كتعويض في القضية الأولى التي ركزت على تشابه الأجيال الأولى من أجهزة جلاكسي مع تصميم الآيفون والآيباد. وهي تأمل أن تحصل على ضعف هذا المبلغ في القضية الثانية بالتركيز على خواص الهواتف نفسها، إلى جانب محاولاتها الدءوبة التي لم تنقطع لمنع بيع تلك الأجهزة في الولايات المتحدة.
لكن لعب هذه الورقة به مخاطرة كبيرة: فخط دفاع سامسونج منذ بداية ثاني قضية هو أن أبل تقاضي الشركة الكورية على انتهاكات أندرويد بدلا من مقاضاة غوغل رأسا. ويرجع ذلك إلى أن نظام تشغيل الأجهزة النقالة مجاني ومفتوح المصدر، فإذا قادت أبل مواطنتها غوغل لن تحصل على شيئا يذكر. بينما أنها تطالب مصنع الإلكترونيات الكوري بـ40 دولار على كل جهاز تم بيعه من الأجيال موضوع النزاع.
وكان ستيف جوبز كان تعهد قبل وفاته أن يقود حربا ضروس على غوغل لكن خلفاءه لم يتبعوا هذا النهج وإنما فضلوا محاربة نظام التشغيل الغريم بالهجوم على مصنعي الهواتف الذكية الذين يحملونه. وتستمر تلك المعارك القضائية الضارية التي تكلفت مئات الملايين من الأتعاب القانونية بينما يتمدد برنامج تشغيل أندرويد ليسيطر على أكثر من 80 % من الهواتف الذكية.
وقد تراهن إدارة أبل على عامل الردع بالنسبة للمصنعين الآخرين الذين يزودون أجهزتهم بنظام تشغيل أندرويد، لكنه يظل محدودا لأن براءات الاختراع المنظورة تنطبق على أجهزة عمرها عدة سنوات. كما أنها قد تأمل أن تشكل الإجراءات العدائية التي تتخذها حاجزا أمام غوغل يجعل الشركة تفكر قبل نقل أية خواص جديدة من نظام تشغيل أبل. وليست أبل وحدها تشكو من "اقتباسات" أندرويد، فمثلها مثل جيمالتو الفرنسية مخترعة كارت الجافا الذي استخدمه أندرويد دون إذن. السبب وراء كل تلك المعمعة هو أن مطوري أندرويد عندما كان وليدا قبل أن تشتريه غوغل لم يتوانوا عن الاقتباس من برمجيات متعددة وهو شائع عند المشاريع الصغيرة في عالم التقنية.
لكن بغض النظر عن نتيجة هذه المحاكمة، لا تزال أبل تحتاج إلى التفكير في الحرب الأكبر لاستعادة تفضيل المستخدمين لها، وهي حرب لا تدور في قاعات المحاكم بل في معامل البحث والتطوير.
اخبار الولايات المتحدة .
اخبار الولايات المتحدة .