الإنترنت عبارة عن نظام عالمي مكون من شبكات حاسوبية مترابطة فيما بينها عن طريق استخدام حزمة بروتوكول الإنترنت الموحدة (IP/TCP) لخدمة المليارات من المستخدمين في أنحاء العالم. فهي عبارة عن عن شبكة مكونة من شبكات تتكون بدورها من ملايين الشبكات الخاصة والعامة والأكاديمية والحكومية وشبكات الأعمال، ويتراوح نطاق هذه الشبكات من الشبكات المحلية إلى الشبكات العالمية والتي ترتبط فيما بينها عن طريق مجموعة واسعة من وسائل اتصال الشبكات المختلفة مثل الأسلاك النحاسية والألياف البصرية والتقنيات اللاسلكية. تدعم شبكة الإنترنت وتحمل نطاق واسع من الخدمات ومصادر المعلومات والبيانات مثل مستندات النصوص التشعبية المترابطة المنشورة في الشبكة العالمية (WWW) وخدمات البريد الإلكتروني.
الكثير من وسائط التواصل التقليدية مثل التلفون، الموسيقى، الأفلام و التلفزيون تم إعادة تشكيلها وتعريفها بواسطة الإنترنت، مما قدم للبشرية ميلاد جديد من الخدمات الجديدة مثل بروتوكولات التواصل عبر الإنترنت الصوتية و المرئية. الصحف والكتب والمنتجات المطبوعة الأخرى تم تكييفها مع تكنولجيا مواقع الإنترنت، أو تم إعادة تشكيلها على شكل مدونات أو تلقيمات (web feeds/news feeds). لقد قامت شكبة الإنترنت بتفعيل أو تسريع إنتاج أشكال جديدة من التفاعل الإنسانية من خلال التراسل المباشر، المنتديات، والشبكات الإجتماعية. التسوق عبر الإنترنت ازدهر وانتشر للبائعين الكبار وأصحاب الأعمال والتجارات الصغيرة. التبادلات التجارية والخدمات المالية على الإنترنت ازدهرت هي الأخر وتؤثر بصورة مباشرة على سلاسل الإمدادات عبر صناعات بأكملها.
نبذة تاريخية :
بدأت الإنترنت في التشكل في أواخر الستينيات من القرن العشرين. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قلقة في ذلك الوقت بشأن إمكانية نشوب حرب نووية مدمرة؛ فبدأت في البحث عن وسائل لربط المنشآت الحاسوبية معًا، بطريقة تجعل قدرتها على الاتصال فيما بينها تصمد في مواجهة الحرب. وقد دشنت وزارة الدفاع، بوساطة وكالة مشروعات البحث المتقدم، التابعة لها، شبكة أربانت، وهي شبكة من الحواسيب العسكرية والجامعية.
لقد وضعت قواعد تشغيل الشبكة، الأساس لتأمين اتصال سريع نسبيًا وخالٍ من الأخطاء بين كومبيوتر وآخر. وقد تبنت شبكات أخرى هذه القواعد، التي تطورت بدورها مع توفر تقنيات جديدة في مجال الحاسوب والاتصال.
وظلت أربانت تنمو وتتطور طوال عقد السبعينيات، على نحو بطيء ولكنه مستمر. وبدأت حواسيب من بلدان أخرى تنضم للشبكة. كما دخلت شبكات أخرى في الخدمة أيضًا، مثل شبكة يو. يو. سي. بي. (UUCP) التي أنشئت لخدمة مستخدمي نظام التشغيل يونيكس، وشبكة المستخدم (يوزنت) وهي وسيلة لنشر المقالات النصية حول العديد من الموضوعات.
وبحلول عام 1981م، كان عدد الحواسيب المتصلة بشبكة أربانت يزيد قليلاً على 200 حاسوب. ثم قامت وزارة الدفاع بتقسيم الشبكة إلى منظمتين هما شبكة أربانت وشبكة أخرى عسكرية بحتة. وخلال الثمانينيات، جرى احتواء أربانت من قبل نسفنت، وهي شبكة أكثر تقدمًا، تم تطويرها بوساطة مؤسسة العلوم القومية. وبعد مرور فترة وجيزة، أصبح تجمع الشبكات هذا يعرف ببساطة باسم الإنترنت.
إن أحد أسباب النمو البطيء للإنترنت في بداياتها، هو صعوبة استخدام الشبكة. فقد كان يتعين على المستخدم، للوصول إلى معلوماتها، إجادة سلسلة معقدة من أوامر البرمجة التي تتطلب إما حفظها عن ظهر قلب، أو الرجوع إليها بصورة متكررة في كتيبات خاصة.
واستطاعت الإنترنت تحقيق اختراق مفاجيء جعلها تكتسب الشعبية على نطاق جماهيري في عام 1991م، مع بداية استخدام الشبكة العنكبوتية العالمية. وقد طورت الوب بوساطة تيم بيرنرز ـ لي، وهو عالم كومبيوتر بريطاني يعمل لدى المركز الأوروبي للبحث النووي. وقد أدى هذا التطور إلى فتح الإنترنت أمام تطبيقات الوسائط المتعددة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن لغة البرمجة المستخدمة في الوب، والمعروفة اختصارًا بالحروف اتش. تي. أم. إل (HTML) جعلت عملية الربط بين المعلومات الواردة من حواسيب موجودة حول العالم، أمرًا أكثر سهولة. وقد أدى هذا التطور إلى إيجاد دليل تفاعل، يمكن المستخدمين من القفز بسهولة من محتويات أحد الحواسيب إلى محتويات حاسوب آخر، متعقبين، دون جهد، أثر المعلومات حول العالم.
إن البدء في استخدام المستعرضات عام 1993م، أدى إلى مزيد من التبسيط في استخدام الوب والإنترنت، كما أحدث نموًا مذهلاً فيما يتعلق باستخدام الإنترنت. وفي الوقت الراهن، هناك عشرات الملايين من مستخدمي الحاسوب يتصلون بالنت والوب يوميًا. وسوف تستمر الإنترنت في نموها السريع مع استيعابها لتقنيات جديدة توفر مميزات إضافية مثل الأوامر المنطوقة، والترجمة الفورية، وتوفر المواد التاريخية والإرشيفية على نحو متزايد.